الأخبارتراث يمنيشاهد

من التراث التعزي “قبة الشبزي حاضرة في ذاكرة يهود اليمن والعالم” أين تراثك ياتعز ؟

سؤال : سيوجه ألينا  من  أجيالنا غداً  اين تراثك يا تعز !

ماذا سنجيب ؟

رحلة مع التراث مع #هنا_تعز أبتداء من قبة الشبزي التي لاتنفصل عن ذاكرة تعز والتعزيين

وما هي قصة ذلك المعلم اليهودي البارز في اليمن، ولماذا يفد إليه اليهود من اصقاع مختلقة، وما هي الاسباب التي تدعوهم لأضفاء هالة من القدسية عليه؟

الشبزي او (موري شالوم شابازي ) كما دلت عليه بعض المراجع تاريخ اسم يكتنفه الكثير من الغموض وان كان اشهر من نار على علم، يعتبره يهود اليمن مساحة مقدسة تدفعهم الى احترام وتبجيل بقايا اسطورة لحبر يهودي عاش منذ ما يزيد عن مائتى عام وخلف اثاره الاخيرة هناك بالقرب من حصن القاهرة في مدينة تعز باليمن المدينة التى استوطنها شانه شأن غيره من اليهود الذين كانوا يقطنون بعض أنحائها قبل أن يصبح أحد أبرز اجزاء تاريخها اثارة للفضول والغموض.

الشبزي

القبة البيضاء أو قبة الشبزى معلم اثرى يعرفه سكان المدينة جيدا ويشكل جزء من ثقافتهم الموروثة وان كانوا يستنكفون ان ينسب ذلك الجزء الغامض من تاريخ صاحبه لشخصية يهودية ذاع صيتها فى احدى حقب تاريخ مدينتهم اذ يراهن الكثير منهم بحدة ان القبة ومحيطها ما هى الا بقايا اطلال لمنتزه امر ببناءه الملك المؤيد احد حكام اليمن القدامى ،وان كانوا لا ينكرون ان الحوض او البركة المجاورة للقبة كانت مكان استحمام الحبر اليهودي “الشبزى” وهى رواية يجمع على صحتها الكثير من المؤرخين اليمنيين ويعتقدون انها قد تكون السبب فى تحول المكان برمته الى واحدا من اقدس المزارات الدينية اليهودية.

وبسبب قدسية هذه الأماكن فإن الكثير من اليهود يفدون إليها من سائر اماكن تمركزهم فى اليمن كصنعاء وريده وصعده وحجه، وحتى يهود الخارج الذين يدخلون البلاد بجوازات سفر اجنبية بغية زيارة هذه المزارات.

الشبزى في التاريخ

الكشف عن بعض الزوايا المبهمة في تاريخ الشبزى مهمة ليست سهلة سواء كرجل دين يهودي عرفته شوارع وازقة مدينة تعز منذ ما يزيد عن قرنيين من الزمن، او كمعلم أثرى تحاك حوله حتى اللحظة هالة من الاساطير.

وهذه الأساطير تدفع الكثيرين من اتباع الديانة اليهودية الى التوجه اليه كقبلة يحجون إليها حاملين معهم نذرهم وتوسلاتهم ودموع خطاياهم وحتى مرضاهم بغية الاستشفاء، ويقفون في صفوف منتظمة يؤدون طقوسهم الدينية على مشارف قبر رجل يجمعون على اعتباره ولياً من اولياء الله.

ويرى هؤلاء الحجيج في قبته وبقايا قبره، الواقع الى الشرق من قلعة القاهرة في حيز مكان اطلق عليه اسم “السواني”، ما يريح خيالاتهم في وجود جسر معتقد في امكانية التقرب الى الرب.

ولعل مرجع كل ذلك الغموض في تاريخ المعلم والرجل يعود الى ان معظم الكتب والمراجع التاريخية لم تتناول تاريخ اليهود بشكل منفصل عن تاريخ اليمن لحالة الاندماج والذوبان الكاملة للطائفة اليهودية في النسيج الاجتماعي اليمني، الا ان ذلك لا يمنع القول ان ثمة مراجع قد تحدثت بشيء من الايجاز عن ترؤس الطائفة اليهودية في اليمن من قبل اثنان من الشخصيات اليهودية احدهما (الشبزي ).

من هو الشبزي؟

اسمه حسب تلك المراجع ( موري شالوم شابازي) وهو رجل دين وشاعر وعالم استوطن مدينة تعز وعاش في حي المغربه ، وقيل انه قدم من المغرب وقد تعددت مهامه فهو حاخام وقاضي ومعلم والمشرف على عمليات الزواج ، واجراءات الختان للاطفال الى جانب قيامه بمهام جامع الجزية من اعضاء الطائفة اليهودية ليقدمها الى الحكام في ذلك الوقت حيث يتقاضى (هموري) وهو لقب يعني الاستاذ اجراً مقابل هذه المهام.

وقد احتل الشبزي مساحة خاصة في معتقدات يهود اليمن الذين اعتبروه قديساً بل ان بعضهم يصفه بالنبي.

ويذكر احد المؤرخين الغربيين ويدعى (سنجر) ان الشبزي هو الذي تولى مهمة اقناع الامام المهدي احمد بن الحسين بالعفو عن يهود صنعاء والسماح لهم بالعودة اليها عام 1681 م بعد ان كان قد اجلاهم عنها الى منطقة (المخا) وتحديداً الى منطقة (موزع ) بمدينة تعز، وقد اثمرت وساطة الشبزي بالفعل عن العفو عنهم وضمان عودة آمنة لهم الى صنعاء حيث عاشوا في حيهم الجديد (القاع) الذي تم انشاؤه لهم حتى مغادرتهم ارض اليمن الى فلسطين .

الشبزي وخرافة الاستشفاء

تسيطر الكثير من الاساطير والخرافات على كل ما تبقى من اثار في محيط قبة الشبزي والتي لا تقل غرابة من تلك التي نسجت عن القبة ذاتها وصاحبها.

ومن تلك الآثار المتبقية بركة مياه ضحلة بالقرب من القبة تؤكد الروايات انها كانت مكان لاستحمام الحبر اليهودي ( الشبزي )، وقد تحولت هي الاخرى الى مزار مقدس للطائفة اليهودية يفدون اليها من كل اصقاع تواجدهم سواء في ارض اليمن او في الخارج وان كانوا بنسب اقل نتيجة تشدد السلطات في اجراءات دخولهم لليمن.

ويحرص هؤلاء المرتادون من اليهود على اصطحاب اطفالهم الذين يعانون من اعراض الضعف الجسماني ويسمونهم ” بالمهاديف “حيث يطوفون بهم اولا على القبر سبع مرات وبعد ذلك يأتون بالمريض الى مكان هذا الماء الذي جرت العادة على تسميته بماء الشبزى، مع التبخر واضاءة الشموع في غرفة هذا الماء، فيغسل الطفل المريض فى هذا المكان اولا ، ثم ياخذ اهل الطفل ما استطاعوا من هذا الماء معهم، حيث يستمرون في تغسيل طفلهم به لمدة ستة ايام متتالية مع ترديد عبارة ” يا شبزي ارفع الهداف ” وعادة ما تصاحب هذه الطقوس الاستشفائية وصفة خاصة لابد من الحرص عليها لاكتمال اسباب الشفاء كضرورة تغيير الطريق أتي منها المريض الى المزار واستبدال الملابس القديمة للطفل باخرى جديده على ان ينام في غرف اخرى غير تلك التى اعتاد على النوم فيها.

رند الاديمي

ما أمر مواعظ السعداء علي قلوب التعساء ..وما أقسي القوي حين يقف خطيبا بين الضعفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com