الأخبارشاهدفيديومركز الوسائط

فيديو “حوار خاص مع السيد حسن نصر الله “

مشاهدينا المحترمين أهلاً بكم في حوار العام مع سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. سماحة السيد كنا نتحدث عن السعودية وتصنيفكم بالإرهاب. سؤالي بالمناسبة لا يتعلق فقط بالسعودية ولكن ايضاً في ما طرح في مجلس التعاون الخليجي وامام وزراء الخارجية العرب وحتى في جامعة الدول العربية هو أنكم تتدخلون بشكل مباشر في البحرين. هناك اعترافات لأشخاص قالوا إن حزب الله كان وراء التدريب والتسليح وبالتالي اخراج الحراك السلمي في البحرين من سلميته الى العنف. هذا ملف قدم أمام العرب. وبالمناسبة سماحة السيد في كل الاتهامات السابقة حزب الله لم يرد على الانتقاد البحريني والاتهامات البحرينية بشكل أساسي..
ان شاء الله ارد بشكل واضح جداً. في السابق عندما كان يتناول الاعلام مثل هذه البيانات أو ما شابه كنا نقدر الموقف وما اذا كان يجب أن نرد أو لا نرد لأن الكلام يحتاج الى نقاش هادئ قد يكون في مقابلة او خطاب افضل. كل ما قيل وهذا سيظهر لك المظلومية لأن الموضوع ليس مرتبطاً بالبحرين. هو الموضوع السعودي. في موضوع البحرين كل ما يقال بأن حزب الله سلح أحداً في البحرين هو اتهام كاذب لا اساس له من الصحة. نحن لم نرسل سلاحاً الى البحرين ولم نعط أي أخ في البحرين سلاحاً. ثانياً لم ندرب. ثالثاً لم نشكل اي خلايا امنية في البحرين وانا سابقاً ذكرت هذا الموضوع في بعض الخطابات. وقلت أنتم تتهموننا بكذا وكذا ونحن لم نفعل ذلك فكيف اذا فعلنا. نحن لو كنا قمنا بهذه الامور لكان الوضع مختلفاً. نحن استاذ غسان منذ بدء الحرب في البحرين وهذه خطاباتي كلها معلنة ومسجلة وكذلك مواقف اخواني، نحن كنا ندعو الشعب البحريني الى السلمية في التظاهرات وإلى اتباع القيادة العلمائية.

كبار العلماء في البحرين وفي مقدمهم آية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله وحفظهم جميعاً وهم التزموا بهذا المنهج. وبالتالي لسنا نحن من نقول للشعب البحريني افعل هذا ولا تفعل ذلك. نحن لا نتدخل في هذا الموضوع. كبار العلماء في البحرين وعلى رأسهم آية الله الشيخ عيسى قاسم أخذوا هذا المنهج. التزمت به مجموعة من الجمعيات البحرينية وشارع واسع. يمكن أن يكون هناك بعض المجاميع أو الجهات التي لديها وجهة نظر مختلفة أي داخل الوضع البحريني. لكن نحن في الموضوع العسكري في البحرين لم نشارك أو نساعد أو نتدخل وليس لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد. وأي تهمة وبكل صدق ووضوح توجه لنا كحزب الله في هذا الموضوع هي تهمة كاذبة وظالمة واذا بني قرار جامعة الدول العربية على هذا فهو مبني على باطل. وانا لا اقول ذلك لأنني خائف من أي شيء. كلا على الاطلاق. تقول لي سوريا أجيبك على رأس السطح انا في سوريا. في العراق قلت نحن ذهبنا الى العراق. اذا كانت لحزب الله علاقة بالموضوع الامني أو العسكري في البحرين لا يمكن أن انفي. في نهاية الامر نسكت لا ننفي ولا نؤكد في حال كان ذلك صحيحاً. بشكل واضح أقول لوزراء الداخلية والخارجية العرب أن اذهبوا ودققوا بالمعطيات التي تقدم لكم وعلى ضوئها تنساقوا لقرارات يريدها السعودي او النظام في البحرين.
ـ هل أفهم مما تفضلت به طالما ان المشكلة الأساسية مع ايران كما تقول وأنكم تحملتم مسؤولية خصوصاً بعد اطلاقكم بعض المواقف ونظراً لمصداقيتكم لدى الرأي العام العربي. هل الحل في حوار محتمل بينكم وبين المملكة العربية السعودية أم في مصالحة بين الرياض وطهران؟
نحن بالأساس ندعو في المنطقة كلها الى حوار والى ايجاد التسويات السياسية الا مع اسرائيل. حوار ايراني سعودي، ايراني خليجي، عراقي سعودي، سوري مع دول الاقليم، حوار السوريين مع بعضهم البعض وكذلك اللبنانيين في ما بينهم، نحن في الاصل لم نكن نريد صداماً مع أحد. نحن كنا نقاتل اسرائيل ونتواجد في المنطقة الحدودية جاء من يستهدف هذه المقاومة ومحور هذه المقاومة اضطررنا أن نواجه ونقاتل. لكننا منذ اليوم الأول حتى خلال الاحداث في سوريا كنا ندعو الى الحل السياسي والحوار السياسي وبذلنا جهداً وايران بذلت جهداً. من الذي اقفل الابواب منذ الدقائق الاولى؟ السعوديون. هم لا يريدون حواراً. الايرانيون في كل الحكومات السابقة كانوا يريدون حواراً مع السعودية. وهذه الحكومة الجديدة أيضاً تريد حواراً. منذ اليوم الأول سماحة الشيخ روحاني حين أصبح رئيساً للجمهورية وفي أول مؤتمر صحفي. تحدث عن سياسته في المنطقة قال نحن نريد حواراً مع السعودية. هل ردوا عليه؟ لم يردوا. وزير خارجية ايران الدكتور محمد جواد ظريف في بداية تصديه للمسؤولية قال نريد أن نجري حواراً مع السعودية. قال اريد ان ازور السعودية. لم يعطوه موعداً. ذهب الى الدوحة والكويت ومسقط وتحدث بالموضوع نفسه. جاء الى بيروت وقال نحن جاهزون ومستعدون للحوار مع السعودي. السعودي استاذ غسان لا يريد حواراً لا مع إيران ولا مع سوريا ولا مع حزب الله ولا مع أي احد. لأن مشكلته وهنا أريد أن اوجد له حجة وعذراً، بأنني (السعودي) اريد أن اجري حواراً من اي موقع؟ حين رأى الخسارات الفادحة في المنطقة، هل سيذهب من موقع الضعيف؟ كلا لن يفعل ذلك يريد أن يكون في موقع القوي. حتى عندما ذهب الى اليمن كان مستسهلاً لموضوع اليمن وانه يمكن حسم المعركة خلال اسبوعين او ثلاثة او حتى شهر، ملك الحزم، أمراء الحزم، السعودية تفرض هيبتها على كل العالم وعندها من موقع القوة تأتي الى الحوار. هذا لم يحصل. في الجواب على السؤال نحن ندعو الى كل أشكال الحوار على امتداد العالم العربي والاسلامي بين الدول والحكومات والمكونات السياسية والاحزاب ولا نمانع من اي حوار ونعتقد أن هذا هو الطريق المطلوب وليس فقط لا نمانعه. لكن المشكلة اليوم أن هناك نظاماً على درجة عالية من الغضب والتوتر، لدرجة هو يفتح معركة مع حزب. بالنهاية حزب الله حزب. وهو فتح معركة مع حزب. حين يكون بهذا المستوى من التوتر يبدو غير مهيئ للدخول في حوارات مع أحد.
ـ لكن القضية تجاوزت السعودية. الآن يقال إن هناك إجراءات في بعض الدول الخليجية الأخرى ضد اللبنانيين الموصوفين أو المصنفين او حتى لمجرد الشبهة بوجود علاقات لهم مع حزب الله؟ وصلتكم المعلومات؟
نعم ولكن لا أعرف ما مدى حجم الموضوع.
ـ هل هناك تواصل بينكم وبين هذه الحكومات الخليجية حتى لا تؤذي اللبنانيين بشبهة الانتماء أو التعاطف؟
نحن تمنينا على الجميع علناً وبشكل غير علني بألا يتم تحميل الناس مسؤولية. وأنا على الشاشة قلت اذا كان المشكلة معنا حلوها معنا ما شأنكم بالناس. لكن يجب ان تتوقع أمراً استاذ غسان في هذه المرحلة مثلاً منذ عدة ايام ايضاً في الاعلام ولكن لا اعرف مدى دقة الموضوع، قيل هناك مجموعة اعتقلت في الكويت تهرب مخدرات وهؤلاء ينتمون الى حزب الله ويتصلون بأفراد من حزب الله في سوريا. هذا الكلام فارغ. مثلاً أن هناك خلية في الامارات العربية المتحدة تحاكم. لا نعرف احداً منهم. من اليوم الاول الذي جرى فيه الحديث عن هذه الخلية لم نترك احداً الا وسألناه. من الآن فصاعداً ستتوقع أن تسمع تارة بخلية مخدرات واخرى بخلية مافيا وتبييض اموال وخلية أمن. ستركب اتهامات لأناس مظلومين لأن هذا جزء من سياق المعركة أما في السابق فهناك بعض الأشخاص الذين كانوا موجودين في الخليج وفي الحقيقة لم يكونوا من حزب الله لكن ربما كانوا متعاطفين أو عليهم شبهة وربما اهلهم متعاطفون، هؤلاء طردوهم. لم يبق أحد ليطردوه. حتى في الارقام التي يتم تداولها اذا ارادوا أن يكونوا واقعيين فهي أرقام متواضعة لأن البعض تم طرده وهناك من غادر من تلقاء نفسه. ثم هذه ليست طريقة. هذا دليل أن لا علاقة لهم لا بالعرب ولا بالعروبة ولا بالإسلام.
العرب في الجاهلية الجهلاء ما قبل الاسلام لم يكونوا يتصرفون بهذه الطريقة التي يتصرف بها هؤلاء اليوم. فلنفترض أن احد الاشخاص متعاطف لكنه لا يعبر هل تعاقبه لأنني انا انتقدك او لدي موقف منك.
ـ سماحة السيد في هذه النقطة لأننا سنذهب الى الملف اللبناني انا اختم بها كل هذه الملفات التي تحدثنا بها الآن خصوصاً ما يتعلق بهذا التصنيف لأن له علاقة، رغم أن سماحتك نفيت أن له علاقة بين السنة والشيعة ولكن بكل صراحة على مدى السنوات الأخيرة هناك هذا الاحتقان هو قائم وموجود. حتى دخولكم الى سوريا فسر مذهبياً ولم يفسر سياسياً أو انه جزء من هذا المشروع. شيخ الأزهر تحدث في الآونة الاخيرة بطيب كلام وقال الشيعة والسنة جناحا العالم الاسلامي. جماهير ونخب عريضة في العالم العربي والبلدان العربية تعاطفت معكم بل وقفت ضد حكوماتها بقوة في تونس وفي غيرها. ربما في الجزائر الحكومة هي التي بادرت بهذا الأمر. لكن في تونس الجماهير والنخبة هي التي بادرت. ما لفت انتباهنا سماحة السيد أن جزءاً من الاسلاميين صمتوا ربما لديهم حجة لا مشكلة في هذا الموضوع. انا لا اريد أن اذكر اي طرف. ولكن هناك من الاسلاميين من انتقدكم وقال بوضوح ان ممارساتكم هي التي تؤدي الى تصنيفكم بالارهاب حتى في لبنان هنا، هذا ماذا يعني؟ ألا يعني بأن عليكم مراجعة سياساتكم وخطابكم وعلاقاتكم مع بعض الحركات الاسلامية او عليها هي أن تتراجع؟ هذا الكلام بالمناسبة يحتاج لحلقة معكم بالمناسبة.. ولكن انا اقول بالتحديد أن حلفاءكم دائماً هم الاسلاميون فيما اليوم جزء من هؤلاء يخذلكم…
هذه المسألة بأن حلفاءكم من الاسلاميين هي ما اريد ان اناقشها. في الأساس تحالفاتنا لم تقم على الأساس الديني أو حتى على أساس الالتقاء الفكري وانما كانت تحالفات سياسية. مثلاً في موضوع فلسطين نحن علاقتنا مع كل الفصائل الفلسطينية اسلامية أو وطنية علاقة ممتازة. بطبيعة الحال بعض الفصائل الاسلامية نتيجة حجمها في الداخل وحضورها الميداني رتب حجماً اكبر من العلاقة لكن العلاقة بحد ذاتها لم يكن منشأها أن هؤلاء هم اسلاميون والآخرين وطنيون. منشأها أن هذه فصائل لها موقف واضح ومحسوم من الموضوع الإسرائيلي فنحن معها كلها. في لبنان بالأصل بعض الاسلاميين يأخذون علينا أننا نقيم تحالفات على أسس سياسية. نحن في لبنان لم نعقد تحالفاتنا على اساس ديني أو فكري وانما على أساس سياسي. تكوين 8 آذار من اليوم الأول، قبل ذلك في عام 2007 حين حاولنا عقد لقاء احزاب ومؤتمر البريستول دعونا كل الاحزاب السياسية اللبنانية التي تتلاقى معنا في الخط السياسي. صداقاتنا اليوم في العالم العربي تقوم على هذا الأساس. لذلك نحن في الفترة الماضية هناك قوى عروبية قومية ويسارية في العالم العربي كانوا اقرب الينا حتى بالود والمشاعر من بعض الاسلاميين المفترضين. وبالتالي كان هذا هو الأساس ولا داعي للتعديل فيه لأنه حينما يتم خلط السياسة بالموقف يمكن أن ترى العلماني والاسلامي كبعضهما البعض.
ـ إذاً هذا خيار بالنسبة لكم؟
 هذه تحالفاتنا…
ـ ما هي الإشكالية إذاً؟ لماذا تجد النخب الديمقراطية والعلمانية وغيرها..
ليست كلها. البعض يأخذ موقفاً مؤيداً وآخرون يرفضون والبعض يصمت. والامر نفسه ينطبق على الاسلاميين. الموضوع سياسي ولا علاقة له بالتحالف على اساس فكري لأن التحالف ليس قائماً على اساس فكري أو ديني.

ـ في لبنان أشرتم قبل قليل بإيجابية الى الاطراف اللبنانية التي تعاطت بإيجابية حتى في ما يتعلق بالقرار السعودي ولم تستجب لهذا الأمر. أنا سأتحدث معك بشكل واضح وصريح عن الرئيس سعد الحريري الذي عاد إلى لبنان. هل تعتبرونه خطابه تجاه حزب الله في الآونة الأخيرة هو خطاب مد يد؟ خطاباً ايجابياً؟ أن كيف تصفونه؟
في لبنان كل شخص يمكن أن ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة والتي يريدها. منذ اليوم الأول الذي حضر فيه الرئيس سعد الحريري الى الاحتفال وخطب وشن هجوماً كبيراً على حزب الله ومنذ ذلك اليوم في خطابه وخطاب نوابه ومسؤولي تيار المستقبل ووسائل إعلام تيار المستقبل لم يهدأوا للحظة. ما جرى أنني آتي وأقول لك عند كذا وكذا وكلها أمور سلبية ثم اقول لا مشكلة لدي في الجلوس معك. يمكن أن يرى أحدنا الايجابية بقوله أن لا مشكلة في الجلوس معاً. هذه ايجابية لكن هي تأتي في ظل أي مناخ؟ في ظل مناخ سلبي جداً ولذلك الحوار الموجود بين حزب الله وتيار المستقبل مستمر لا مشكلة فيه. نحن مبدأ اللقاء بين الطرفين نقبل به ونترجمه من خلال الحوار الموجود بين الوفد المشترك. أنا لم أر أي ايجابية الا في تعبيره عن جهوزيته للجلوس مع فلان أو فلان. ماذا عما قبل ذلك وما بعده لجهة اللهجة واللغة والادبيات والسلوك. يجب أن يهدئ الاجواء قليلاً في الوقت الذي لا يتصرفون بهذه الطريقة. ولا أعتقد أنهم يستطيعون أن يتصرفوا بهذه الطريقة، ربما ما هو مطلوب منهم أكثر من هذا ولكنهم يحاولون بما يتناسب مع الوضع اللبناني أن يجمعوا بين حقيقة الوضع اللبناني والطلبات السعودية في هذا المجال.
ـ ما المطلوب؟
المطلوب ممن؟
ـ من دولة الرئيس سعد الحريري وتياره؟ ان يخفف اللهجة أو يوقف الانتقادات؟
لا شيء مطلوباً. الحوار قائم. اذا كان المقصود انا وهو. اذا تقدم الحوار القائم بين حزب الله وتيار المستقبل ووصل الى مرحلة معينة يحتاج انجازها أو استكمالها او حل عقد اساسية الى لقاء بيني وبينه فلا مشكلة. لا نقاش لدينا بالمبدأ ولكن هل الآن توجد حاجة فعلية للقاء من هذا النوع. نريد ان نرى اللجنة الى اي ستصل. هناك أمر يقولونه وهو صحيح وأنا أريد أن اتحدث به. أن اي لقاء يجب أن تنبثق عنه نتيجة سياسية. اذا كان المقصود تخفيف الاحتقان فالإخوان يقومون بهذا الدور. اذا كان المقصود نقاش الملفات فهذا حاصل. اذا كان المقصود حلحلة مشاكل البلد فإن القنوات والطرق معروفة من أجل حلحلتها. هل هناك استعداد لهذا الموضوع؟ حتى الآن لا يبدو الأمر واضحاً. الأمور غامضة. بموضوع رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات الامور مقفلة. موضوع اعادة تكوين السلطة والبوابات والحلول السياسية التي تأخذ البلد إلى الحل كلها مقفلة. مثلاً اليوم هناك مشكلة اسمها الشراكة الحقيقية هذا بلد لا يبنى الا على الشراكة. يحتاج الى اعادة تكوين سلطة وقانون انتخاب. الحل العادل المنصف والمنطقي والحقيقي الذي يعطي كل الناس أحجامهم ولا يحق بعدها لهم بالاعتراض هي النسبية. النسبية بالنسبة لتيار المستقبل خط أحمر وغير قابل للنقاش. اي اننا سنظل نفتش على قوانين انتخاب تركيب ولصق يصادر فينا أحدنا الآخر. كل قوانين الانتخاب الموجودة في لبنان لا تعبر عن الأحجام الحقيقية للقوى والأحزاب والتيارات السياسية. هل نحن جاهزون لفتح هذا الباب فليكن. هذه القضايا الاساسية أما في الشأن اليومي فالناس يتواصلون مع بعضهم البعض.
ـ سماحة السيد بعد كل ما حصل في الأسابيع والأشهر الماضية وبعد كل ما تفضلتم به من توضيح حقيقة ما الذي يقنع مختلف الأطراف بأن حزب الله الآن ليس في وارد تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية؟
كيف سأقنعهم؟
ـ تذهب الى البرلمان..
نحن لدينا موقف هناك مرشح طبيعي يملك كل المواصفات اللازمة والمناسبة. نحن دعمنا هذا المرشح.
ـ دعمتوه بماذا؟
نحن نؤيد انتخابه لرئاسة الجمهورية.
ـ الحليف الجديد للتيار الوطني الحر القوات اللبنانية تقول بوضوح إذا كنتم فعلاً تؤيدون وتدعمون الجنرال ميشال عون فأنتم قادرون على التأثير العملي والفعلي على حلفائكم. على الاقل على الوزير سليمان فرنجيه أو غيره من أجل انتخاب ميشال عون. لا أحد يصدق الآن أن حزب الله ليس قادراً الآن ليس على الضغط وانما على اقناع حلفائه بأنه ينبغي أن ننتخب العماد ميشال عون..
فليسمحوا لنا جماعة القوات اللبنانية قليلاً. ما هي طبيعة العلاقة بين حزب الله وحركة أمل ودولة الرئيس نبيه بري. القوات من خلال ما تقوله في العلن من الواضح أنها تدق اسفيناً بين حزب الله والتيار الوطني الحر. انا اتهمهم بذلك. اليوم كل الناس يتهموننا بتعطيل الانتخابات الرئاسية ويطالبوننا بالنزول الى البرلمان. ولكن اذا توجهنا الى البرلمان لكي ننتخب قطعاً لن ينتخب العماد عون. المعادلة كلها معروفة. لذلك نحن لا نذهب لكي ننتخب وهذا حقنا. ثم يقال لو ان الحزب يريد فعلاً انتخاب العماد عون لكان ضغط على حليفه الاساسي الذي هو الرئيس نبيه بري لأن اصوات كتلته هي التي تغير المعادلة. هل هكذا يجب أن تكون العلاقات السياسية في البلد، أن يضغط طرف على آخر خصوصاً الحلفاء. هذا أولاً. ثانياً نحن علاقتنا مع الرئيس بري غير قائمة على هذا الأساس. لا هو يضغط علينا ولا نحن نضغط عليه. هناك أحد في الوسط يقول لك أريد أن أخلق مشكلة إما بين حزب الله والتيار الوطني الحر أو بين حزب الله والرئيس بري. وهذا واضح ما يتم العمل عليه في هذا الاتجاه. أو يريد حصول مشكلة بين حزب الله والوزير فرنجية. والوزير فرنجية والإخوان في تيار المردة ربما يفترضون الآن أن حزب الله في حال ذهب صباحاً إلى الجلسة وتأمن النصاب ينتخب الوزير فرنجية رئيساً للجمهورية، اذاً نحن نحمل مسؤولية أن الوزير فرنجية لم يصبح رئيساً للجمهورية. هذا ثمن بالنسبة لي ولإخواني على المستوى العاطفي والنفسي كبير وليس جيداً فهو صديقنا وحليفنا. لماذا لأنه لدينا هذا الالتزام الذي تحدثت عنه والتزامنا موقف نحن مقتنعون به. البعض قد يأتي ويقول لي إنك محرج أخلاقياً. كلا لست كذلك. انا ملتزم اخلاقياً لكنني مقتنع بهذا الخيار. وانا ملتزم به. طيب يقولون يجب أن تضغط على الرئيس بري. بأي منطق أنا سأضغط على الرئيس بري. العلاقة بيننا وبين الرئيس بري علاقة احترام متبادل ونتناقش.
ـ هل تناقشتم في هذا الموضوع؟
طبعاً تناقشنا كثيراً. والإخوان في التيار الوطني الحر يعرفون ما هي محصلة النقاشات وملاحظات الرئيس بري وملاحظاته الآن يتحدث عنها في العلن وليس فقط في الجلسات الداخلية. هناك أمور نتفق عليها وأخرى نختلف حولها ولكن اذا اختلفنا لا تحصل مشكلة بين أمل وحزب الله. نحن متفقون على أن ما نختلف عليه يجب أن نرى نبحث كيفية إدارته. هناك أحد يريد أن يستغل هذه النقطة الخلافية لإحداث مشكلة بين أمل وحزب الله. وأنا أقول له إن ذلك لن يحصل. نحن ملتزمون بموقفنا وبكل صدق أقول كل ما يمكن أن نفعله أو أن نساعد فيه ليصل العماد عون إلى رئاسة الجمهورية فعلناه ونفعله. من لا يريد أن يصدقني فهذا شأنه. أنا اقيم العلاقات على أساس الثقة والصدق. في هذا الأمر وهذه القناعة وهذا الالتزام نحن صادقون. لكن أحياناً هناك من يريد أن يدفعك لاتخاذ موقف الهدف منه إحداث فتنة. الوضع ليس كذلك.
ـ هذا على مستوى الرئاسة. في النهاية بقطع النظر عن خلفيات الدكتور سمير جعجع القوات اللبنانية تقدمت خطوة باتجاه دعم ترشيح العماد عون وهو حليفكم الأساسي. ألا يشكل هذا مدخلاً لحوار بينكم وبين القوات اللبنانية كجزء من الحوار الوطني؟
كجزء من الحوار الوطني هم في الأساس كانوا على طاولة الحوار..
ـ كلا ليس المقصود طاولة الحوار. مناخ الحوار الوطني العام ألا يشكل مدخلاً لحوار بينكم وبين القوات اللبنانية؟ في نهاية الأمر هذا طرف مسيحي وأساسي موجود في البلد؟
الأمر يحتاج إلى نقاش لا أعتقد أن الأمور ناضجة إلى هذا الحد.
ـ من الطرفين؟
نعم من الطرفين. أمس مثلاً أحد كبار مسؤوليهم يقول إننا قاطعنا الحكومة وقاطعنا الحوار الوطني لأن حزب الله مشارك في الحكومة وحزب الله مشارك في الحوار الوطني ونحن نقبل أن يشارك حزب الله في الحكومة أو الحوار الوطني بعد انسحابه من سوريا. فلينتظر إذاً. الأمور تحتاج إلى نقاش وظروف ووقت.
ـ في ما يتعلق بهذا الملف هل صحيح أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند طرح هذا الموضوع على الرئيس حسن روحاني عندما زار باريس قبل فترة؟
صحيح. الفرنسيون تحدثوا مع الإيرانيين. الرئيس هولاند وسابقاً كانت هناك وفود تذهب إلى طهران. وفي اللقاء الأخير مع الرئيس روحاني أخذ الاجابة التي تعطيها ايران للجميع سواء من يتحدث رئيس أو وزير النتيجة نفسها بأن هذا شأن داخلي لبناني وما يتفق عليه اللبنانيون. وربما حتى قال له إذا اتفق المسيحيون على أي شيء نحن لا مشكلة لدينا. ولا نتدخل.
ـ سماحة السيد لا شك انك علمت أن الرئيس تمام سلام قال الآن ربما يكون المخرج في اخراج المرشحين الاقوياء واختيار مرشح وسطي. هل هذا الخيار وارد؟
بالنسبة لنا نحن لدينا التزام واضح والتزامات في هذا الأمر. هذا الموضوع يجب أن يناقشه ويقبل به المعنيون بشكل أساسي وبالتالي بالنسبة لنا طالما أن العماد عون يقول أنا مرشح نحن مع العماد عون ولا شيء آخر لدي قابل للنقاش.
ـ هل لبنان ممكن أن يكون فيه رئيس جمهورية وسطي؟
بالمنطق العقلي يمكن. كان يوجد..
ـ المقصود في المرحلة المقبلة. الآن لبنان هل لا تزال هناك إمكانية لانتخاب رئيس وسطي أم أنه يجب أن يكون رئيساً قوياً وواضحاً في مواقفه؟
نحن نقول نريد رئيساً قوياً ثابتاً لا يشترى بالمال ولا يخاف من الاعلام ولا يرتعب أمام بعض القوى الاقليمية والدولية. إذا كان الرئيس يتم شراؤه بالمال ويخاف من السعودية والأميركيين ولا أعرف ممن أيضاً فهذا بمثابة كارثة في البلد.
ـ التزامكم واضح تجاه العماد ميشال عون. بكل صراحة هل السيد سليمان فرنجية مؤهل ليكون رئيساً للجمهورية في لبنان؟
نعم وأنا قلت ذلك.
ـ مؤهل بجدارة لأن يكون رئيساً للجمهورية؟
نعم
ـ وتثقون به في كل السياسات والخيارات؟
حليفنا وصديقنا وكل ما تريده. نحن كلنا كنا ناقشنا هذا الموضوع واعتبرنا أن الخيار المنطقي الذي يملك المواصفات والحيثيات هو العماد عون. ولكن عندما تدعم مرشحاً لا يعني انك ترفض لياقة الآخرين. في النهاية هناك رئيس جمهورية واحد.
ـ كنا نتحدث عن أي خطر أو تهديد قد يستهدف لبنان من الخارج وتحديداً من اسرائيل. هل تخشون أي تهديد من الداخل؟ اختراقاً أمنياً أو باختصار ووضوح عودة الجماعات التكفيرية إلى لبنان بفعل فاعل، سواء بقدراتها أو بدفع من الخارج لتوتير الأجواء الأمنية هنا في لبنان؟
الامر يبقى قائماً. المنطقة كلها مفتوحة على كل الاحتمالات. لا أحد يستطيع أن ينفي هذا الموضوع بشكل قاطع. دائماً نحن بحاجة إلى الوعي والمتابعة الأمنية الحثيثة والدقيقية سواء من قبل الأجهزة الأمنية أو الناس عموماً والجيش اللبناني. هذا الاحتمال يبقى قائماً. بالنسبة للمؤشرات عليه فلا توجد. هناك موضوع السفينة التي قيل إن اليونانيين أوقفوها هذا يحتاج للمزيد من التدقيق نحن ليس الأمر واضحاً لدينا حتى الآن. ولكن اذا كانت فعلاً تحوي سلاحاً وكانت قادمة إلى ميناء طرابلس فهذا مؤشر بأن أحداً يريد أن يأخذ البلد إلى مكان ما. لبنان هو جزء من المنطقة يتأثر بأحداثها ويحتاج دائماً إلى التحصين الأمني.
ـ سماحة السيد كنت اشرت قبل قليل الى الرئيس حسن روحاني. ليس خافياً عليكم أن هناك جزءاً كبيراً من النخب العربية والعالمية وأصحاب القرار التي تتحدث عن أن الرئيس حسن روحاني بما ومن يمثل مع الاصلاحيين هم جزء من خيار مناقض لحزب الله. هل إن الرئيس حسن روحاني وبكل صراحة لديه تحفظات على حزب الله في خياراته وسياساته وأفقه؟ اقصد شخص حسن روحاني بالتحديد؟
هنا أريد أن أوضح مسألة سواء لها علاقة بسيادة الرئيس سماحة الشيخ حسن روحاني أو مختلف التيارات في ايران. هذا التوضيح مفيد للنخب وللناس عموماً وللمراقبين والمحللين والذين يجرون تقديرات كي لا يخطئوا في التقديرات. منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران وكان الإمام الخميني موجوداً وكانت مؤسسات النظام تتشكل. كانت هناك تيارات سياسية في إيران. تيارات متفاوتة، بمعزل عن تسمياتها، وكانت كبيرة. وتوجد بينها وجهات نظر مختلفة سواء في الموضوع الاقتصادي أو السياسي أو حتى السياسة الخارجية والقضايا الثقافية والاجتماعية الخ..
في موضوع فلسطين وإسرائيل وموضوع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وبالتحديد في موضوع حزب الله لأن سؤالك عن حزب الله لا يوجد خلاف بين هذه التيارات على الإطلاق. بالعكس هناك إجماع على المستوى الفكري والموقف السياسي والرؤية العقائدية والاستراتيجية. وأيضاً هناك علاقة وطيدة وقديمة وأيضاً هناك مودة بين حزب الله والقيادات الأساسية في مختلف هذه التيارات. أي إننا لسنا نقطة إشكال. نحن لا علاقة لنا بالخلافات بين التيارات في إيران. نحن يهمنا إيران كجمهورية إسلامية داعمة للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني. خلال كل الفترة الماضية أيضاً كلما أتى رئيس جديد كانت تخرج التحليلات حول علاقة حزب الله مع الرئيس الجديد في إيران. تبدل رؤساء وحكومات والعلاقة كانت دائماً حسنة ومن جيد إلى أفضل. وهذا الأمر أيضاً ينطبق على سماحة الشيخ حسن روحاني الذي تربطنا به علاقة قديمة على المستوى الشخصي وصداقتنا معه قديمة عندما كان أمين مجلس الأمن القومي. وتعرف في ايران كل قضايا والسياسات الخارجية والقضايا الاستراتيجية الاساسية تناقش في مجلس الامن القومي الذي كان هو أمينه ويدير جلساته وهو مواكب لهذه الجلسات وهناك معرفة قديمة جداً ونعرف قناعاته وأفكاره. والجمهورية الاسلامية نظاماً وقائداً وحكومة ورئيساً ومجلساً وشعباً وعلى اختلاف تياراتها السياسية ما تكنه من محبة ومودة لهذه المقاومة لحركات المقاومة وبالخصوص لحزب الله، وأيضاً ما تملكه من قناعات ورؤى لا نقاش فيه على الاطلاق.
ـ هل التقيت الشيخ حسن روحاني بعد انتخابه رئيساً؟
طبعاً
ـ لم نسمع هذا الكلام..
تعلم نحن ظروفنا الأمنية لا تساعدنا على زيارات علنية أو معلنة..
ـ لكنك زرت طهران والتقيت الشيخ حسن روحاني؟
لا نقول متى ولكن بعد انتخابه الى الآن. هناك فاصل زمني كبير. في يوم من الأيام وفقت إلى زيارة الجمهورية الاسلامية والتقيت سماحة الشيخ وكان لقاء موسعاً وطيباً وعميقاً وتم التأكيد فيه على العلاقة التي تحدثت عنها والعلاقة القديمة القائمة في ما بيننا لذلك هذا الموضوع اولاً بالنسبة للأصدقاء والمؤيدين يجب ألا يكون مصدر قلق وبالنسبة للمراهنين والمتربصين لا داعي ليتعبوا أنفسهم باللعب على هذا التفصيل.
ـ أود أن اتحدث عن الراحل محمد حسنين هيكل. سماحة السيد كنت تعرفه وكان يعرفك وتم الحديث عن علاقة خاصة بينك وبينه وهذا ليس خافياً فقد التقيتما أكثر من مرة. حتى أكثر من ذلك انتم اوفدتم وفداً لتقديم التعزية وتم الحديث أن هذا ربما فتح صفحة في العلاقات المباشرة مع القاهرة. أولاً حدثنا عن الراحل محمد حسنين هيكل من فضلك ومن ثم هل فعلاً ثمة علاقة ما بينكم وبين القاهرة أم أن الزيارة اقتصرت فقط على تقديم التعازي؟
في الشق الثاني زيارة تعازي. بالسياسة ووضع المنطقة تعلم أن وضع مصر صعب وهناك هذه الحساسيات الإقليمية والظروف القائمة التي لا تساعد على قيام علاقة واضحة وثابتة ومستقرة. في ما يعني الراحل الاستاذ هيكل. بطبيعة الحال جيلنا كله يعرفه من خلال كتاباته ومقالاته واطلالاته الاعلامية. لم تكن هناك معرفة شخصية بيني وبينه الى ما بعد استشهاد هادي. هو كان متأثراً جداً باستشهاد الشهيد هادي وأرسل لي برقية تعزية علنية. وطبعاً في ذلك الوقت كانت هناك حساسيات كبيرة حول حزب الله. وبعدها زار لبنان والتقينا. هو طلب زيارتي للتبريك والتعزية بشهادة ابني والتقينا. كان أول لقاء مع فارق السن. في ذلك الوقت عام 1997 لحيتي كانت كلها سوداء. وهو رجل كبير في السن والمقام لكنه تعاطى باحترام وتواضع ومودة وحنو الأب. يعني أنا شعرت أني أجلس بين يدي أب حقيقي. وتفاجأت بالعطف الذي أبرزه لي والاحترام. هو استاذ كبير. وتحدث واطال الحديث تحديداً حول هذه الحادثة. ماذا يعني أن يستشهد ابنك في الجبهة؟ طبعاً أنا استمع انا هذا الموضوع لا اتحدث فيه لا في الخطابات ولا في المقابلات. من هنا بدأت العلاقة. منذ ذلك الوقت أصبح كلما أتى الى لبنان، طبعاً انا لا استطيع أن أذهب إلى أي مكان. يطلب أن نجلس فتمتد جلساتنا الى اربع وخمس ساعات وضعه الصحي لم يكن يسمح له كثيراً بالتحمل ولكن كانت لقاءات مؤنسة ونتحدث فيها بشكل أساسي بالوضع السياسي والاقليمي واحياناً ندخل الى الوضع اللبناني لأن هذا بالنسبة له كان تفصيلاً. وكان يهتم جداً في سماع رأي اخواني ورأيي فيسأل ما هو رأيكم ومعلوماتكم. وكان يتعاطى باحترام مع ما كنا نعرضه ونقدمه ويناقش أيضاً بموضوعية ويزودنا أيضاً بمعطيات مفيدة جداً. تتذكر في حرب تموز هو كان له موقف كبير في بعض اطلالاته وشروحاته والمعطيات التي قدمها. واستمرت هذه العلاقة حتى بعد ذهابنا الى سوريا. هناك أشخاص كانت لديهم ملاحظات، لكن هو كان رأيه مختلفاً ودافع عنا في المحافل المصرية وفي التلفزيونات والصحف والمقالات. بل كانت لديه رؤية متقدمة جداً. حتى إنه في آخر لقاء جمعنا حين زار لبنان انا قلت له يا استاذنا انت تبالغ في تأثير حضورنا في سوريا قال أنا لست ابالغ انتم لا تستوعبون تماماً حجم الفعل والتأثير لحضوركم في سوريا. وبقي مدافعاً عنا في أصعب الظروف. بوفاته العالم العربي يخسر استاذاً كبيراً ومفكراً ومناضلاً عظيماً وأيضاً يخسر البقية الباقية. اليوم للأسف في العالم العربي بعض كبار المفكرين والعلماء والسياسيين والاعلاميين اصبحوا خارج الموضوع. تم شراؤهم بالمال. أصبحوا في الضفة المعاكسة لكل سيرة حياتهم ونضالاتهم وأفكارهم السابقة. قليلون هم الذين صمدوا أمام سطوة المال والإعلام والتكفير والترهيب والترغيب. قلة جداً. أحدهم هو الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل. نحن طبعاً خسارتنا كبيرة لأنه اليوم ليس من السهل أن تجد شخصية بهذا الحجم تدافع عنك في العلن، في السر يمكن أن تجد مدافعين كثر، تدافع عنك في العلن وتتحمل اعباء وتبعات هذا الموقف وهذا الدفاع.
ـ سؤالي الأخير سماحة السيد وهو عود على بدء. نحن انطلقنا من إسرائيل ولكن أنا اود أن اختم سوريا. سؤالي طالما ذكرت قبل لحظات أن الراحل محمد حسنين هيكل يقدر عالياً حضوركم في سوريا. سؤالي هو التالي: اولاً عندما دخلتم سوريا هل تم هذا بتنسيق واضح مع الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية أم وجدتم أنفسكم حاضرين في سوريا كأمر واقع؟ وثانياً طالما الحديث عن أنكم ستخرجون هل إن خروجكم من سوريا وارد في الأفق المنظور أم لا علاقة له بهذه التهديدات الحاصلة؟
أولاً بالتأكيد كان بالتنسيق الكامل. أصلاً لا يمكن أن ندخل إلى سوريا لنكون في هذا الموقع بدون التنسيق والموافقة وهذا الأمر الرئيس الأسد وعدد من المسؤولين السوريين تحدثوا عنه بشكل واضح وعلني. هذا الأمر الأول. الأمر الثاني كل ما يقال عن خروجنا او انسحابنا من سوريا في الظروف الحالية هو غير صحيح. ذهابنا إلى سوريا مرتبط بهدف وبقاؤنا فيها مرتبط بهذا الهدف. نحن ذهبنا الى سوريا لنساهم، لا استطيع أن اقول اننا نمنع، انما لنساهم في منع سقوط سوريا في أيدي داعش والنصرة والجماعات التكفيرية. بالمناسبة نحن من الشهرين أو الثلاثة أشهر الأولى حتى قبل أن ندخل بوقت طويل كان واضحاً ما هي الهوية الفكرية والسياسية للجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا. وأن هذه الجماعات لا تتحمل انتخابات ولا ديمقراطية. هؤلاء يكفرون من يقف على صناديق الانتخابات. هذه الجماعات التي حملت السلاح في البدايات وما زالت الآن تسيطر والتي لاحقاً اصبحت داعش ونصرة والكثير من الأسماء الأخرى بالمناسبة تحمل الفكر نفسه لكن اسمها ليس داعش والنصرة. لكنها كذلك بالفكر. فكرها التكفيري ورفضها للكثير من هذه الخيارات أو السلوكيات. نحن ذهبنا لنساهم بدورنا في منع سقوط سوريا في يد هذه الجماعات المسلحة من أجل سوريا ولبنان ومن أجل فلسطين. وهذا قلناه ونعيده ونكرره. اذا سقطت سوريا في يد داعش والنصرة ستذهب سوريا ويذهب لبنان. هذا الذي يجلس وينظر، اقول له في الدنيا كلها هناك شيء اسمه حرب استباقية، حتى اذا أردنا ان نتحدث على المستوى اللبناني الضيق، هل يعني هذا أن تقاتل في الجرود مثلاً حين تسقط سوريا. ها هي في الجرود هل انتم قادرون على حسم معركة في الجرود؟ تفضلوا واحسموها. خذوا قراراً. الجيش قادر لكن هناك قيادة سياسية في لبنان تجرؤ أن تأخذ قراراً وتقول للجيش اللبناني اذهب واحسم المعركة في جرود عرسال. كل هذا وسوريا لا تزال في جزء كبير منها في هذا الموقع. كيف اذا سقطت سوريا بيد داعش والنصرة. نحن ذهبنا لهذا الهدف طالما أن هذا الهدف يحتاجنا كما نقول دائماً سنكون حيث يجب أن نكون. يخرج الروسي أو يبقى، أكثر من ذلك ينسحب الإيراني واقصد هنا المستشارين لأنه لا يملك قوات طبعاً، مجدداً احضر قوة بسبب موضعي محدد، ينسحب الايراني أو يبقى نحن حزب الله اللبنانيون قدرنا ووظيفتنا ومسؤوليتنا ومصيرنا ومصير إخواننا السوريين واحد. لا يمكن التفكيك فيه. نحن معنيون أن نبقى إلى أن يتحقق هذا الهدف. في حال انسحبت الجماعات التكفيرية من سوريا وتم التوصل الى تسوية سياسية هذا لا مشكلة لدينا به. نحن قادرون على ارسال قوات أكبر إلى سوريا لكن نحن لا نتعاطى بذهنية أن اذهبوا لنستنزف قوتنا كلها في سوريا وأننا نريد أن نذهب الى الحسم العسكري. كلا، نحن نريد حلاً سياسياً وتسوية سياسية في سوريا ونريد حقن الدماء في سوريا وأيضاً هناك جزء من المطالب المحقة للمعارضة يجب أن تتحقق في إطار التسوية السياسية وان يحصل تحول كبير حتى في الوضع الداخلي في سوريا مع الحفاظ على الأساسيات. طالما المسؤولية تتطلب منا أن نكون نحن سنكون وسنبقى هناك.

بدأنا حوار العام بمواقف جازمة وحاسمة واضحة وختمنا حوار العام بموقف جازم وحاسم. شكراً لكم سماحة السيد حسن نصر الله على كل هذا الوقت وسعة صدركم. وشكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة سواء حيث نحن أو في قناة الميادين. شكراً لمن بث هذه المقابلة وخاصة منها قناة المنار ومنها ربما قنوات أخرى. شكر خاص من جديد للعام الثاني على التوالي للأخ صادق صالح مع تقديري لكم. في أمان الله.
حوار

 

رند الاديمي

ما أمر مواعظ السعداء علي قلوب التعساء ..وما أقسي القوي حين يقف خطيبا بين الضعفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com