آراء وتقاريرالأخبارشاهد

الحديدة تحت الحصار والجوع وجبة واحدة يوميا “

يعيش الآلاف في مختلف مديريات محافظة الحديدة، الواقعة على الساحل الغربي لليمن، حالة معيشية وصفتها منظمات إنسانية بـ”الكارثية”، حيث أجبر الحصار معظم الأسر التي تشتغل على الاصطياد، على اعتماد وجبة غذائية واحدة في اليوم، مع تصاعد مخاوفهم من الاستهداف بعد استشهاد نحو 180 من الصيادين بقصف سعودي.

واتهمت منظمة رصد للحقوق والحريات والتنمية المستدامة، في تقرير صادر عنها مؤخراً، قوات التحالف بممارسة حصار بحري على الصيادين، وأن استمرار استهدافهم أدى إلى توقف رحلات الاصطياد، الأمر الذي فاقم الحالة المعيشية لمئات الآلاف من السكان القاطنين في مناطق الشريط الساحلي.

وذكرت المنظمة في تقريرها، أن 180 صيادًا استشهدوا في غارات جوية وقصف للبوارج البحرية التابعة للعدوان ، حيث أنها استهدفت قوارب صيد قرب الجزر اليمنية الشمالية، وكذا على بعد أميال قليلة شرق جزيرة “زقر”.

تقول الحاجة فاطمة سعيد دوبله 63 عاماً) من أهالي – قرية القطابا بمديرية الخوخه: “إن اثتين من أبنائها استشهدا في قصف لطائرات التحالف علي قارب صيد كانا يعملان عليه، كما استشهد 3 آخرون في ذات القارب ولم ينجُ سوى صياد واحد من هذا القارب”.

وأفادت، الحاجة “دوبلة” في حديث لمراسل ، بأنها “علمت من الناجي الوحيد بخبر استشهاد نجليها “سعيد وعمر” ورفاقة”. مضيفةً، أن “ابنها الأكبر سعيد يعول 5 أطفال أكبرهم في الثانية عشر من عمره، بينما عمر كان يعول 3 أطفال”.

يتواجد في قرية القطابا قرابة 2200 قارب صيد، ويقطن هذه المنطقة 12 ألف نسمة جلهم يعملون في الاصطياد البحري.

من جهته اتهم الصياد صالح عمر مجهصي (45 عاماً) السلطات القائمة “بعدم الالتفات للصيادين وأسرهم من خلال عدم تخصيص كميات من الوقود لهم، ما يضطرهم لشرائها من السوق السوداء بمبالغ باهظة ويضاعف تكاليف تجهيز رحلات الصيد التي تمتد في أحايين كثيرة لعشرة أيام يقضيها الصيادون في عرض البحر. يضاف إلى أن توقف تصدير الأسماك أدى إلى انهيار أسعارها محلياً، وهذا ما أغرقهم في ديون”.

يقول مجهصي، في سياق حديثه  “اضطر غالبية الصيادين إلى إيقاف رحلاتهم”.. مطالباً السلطات “بفتح أسواق أخرى وعقد اتفاقيات مع دول غير الدول التي كانت تصدر إليها الأسماك”.

الأمر نفسه الذي يعيشه مزارعو المحافظة، حيث أن مواسم زراعية كثيرة فاتتهم بسبب عدم توافر مادة الديزل وانخفاض أسعار مختلف المحاصيل في الأسواق المحلية بسبب توقف تصديرها.

وذكر المزارع غالب محمد اشور(44 عاماً) من قرية – السويق في مديرية التحيتا، “أن موسم الجلجل “السمسم” فاته كما احترقت 500 شجرة موز بسبب تعرضها للجفاف”. مضيفاً، أنه “ذات الحال تعرض له آلاف المزارعين”.

وأدى انهيار الوضع المعيشي للصيادين والمزارعين الذين يشغلون نسبة تزيد على 75% من سكان المحافظة إلى تأثر باقي فئات المجتمع في المحافظة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com