آراء وتقاريرقلم لايساوم

منطق العملاء وتبعات العدوان”

زكريا الشرعبي

“ماهي إلا أيام قلائل وسيتخلص اليمن من جميع مشاكله سيقضي التحالف على بقايا التحالف الحوثي العفاشي وسيعود الرئيس هادي لبناء الدولة المدنية والنهضة باليمن إلى مصاف الدول المتقدمة وبناء جيش وطني بدلا من جيش المخلوع.
مستقبل اليمن مشرق بدون الحوافيش.
المستقبل جميل بإذن الله وستكون اليمن هي الدولة السابعة في مجلس التعاون الخليجي.”
بمثل هذه العبارات الساذجة يواجهك عملاء العدوان السعودي عند الحديث عن الهاوية التي تنزلق البلاد فيها يوما بعد يوم ويوسعونك سباً وشتماً إذا ما أسأت الظن بنوايا المملكة ورغبتها في تطوير اليمن.
تسأل مامستقبل الجنوب؟
يجيبونك لا خوف مادامت الممكلكة موجودة .
تسأل مامصير تعز التي باتت مسرحا للعنف وثكنة للجماعة الإرهابية؟
أين ستذهب هذه المليشات الدموية المتعددة الأسماء والمتنافرة في المعتقدات بعد أن تُخلصنا من مليشيا الحوثي وجيش (المخلوع) ؟
يجيبونك لاخوف المملكة موجودة؟

من سيعيد الحياة إلى طبيعتها
البسمة للطفل والفرحة للشاب والسعادة للأب ومن سيعيد الأمن والطمأنينة إلى ربوع الوطن؟
من سيعيد الإعمار وسيعوض الناس عن خسائرهم؟
يجيبونك لاخوف المملكة موجودة.
يقاتلون أهلهم وأبناء وطنهم مع السعودي و الإمارتي والبحريني والقطري بالإضافة إلى الكولومبي والسوداني والأمريكي والداعشي والقاعدي والسنغالي والمغربي والداعشي ثم يتهمونك بالعمالة والولاء للخارج .
يستلمون الأموال من الرياض وأبو ظبي والدوحة والمنامة ويتهمونك بالإرتزاق لأنك تقف مع وطنك الفقير كأنت.
يجلبون كل زناة الأرض إلى وطنهم ويسألونك مالذي أتى بالحوثي إلى تعز وماذا كان يفعل الجيش في عدن؟.
منطق ساذج ومغالطات لاتنطلي على أدنى درجات العقل ولا حتى أقاصي درجات الجنون.

فما دخلت دولةٌ دولة أخرى وخلفت وراءها حدائق من ورد التوليب
ولولم نكن في اليمن
لولم نرى الرعب الذي يخلفه أصوات الطائرات
لولم نرى بأم أعيننا إنتشال الأشلاء من تحت الأنقاض لولم أسمع بأذني صرخات الثكالى والأيامى
لولم نشاهد الوجوه التي يعلو سيماها الغبرة تسحل وتعذب وتذبح .

لولم نشاهد راية الحراك الجنوبي وراية تنظيم القاعدة وراية السعودية والإمارات بأيدي من يقاتلون ماتسميهم السعودية بمليشيات الحوثي والمخلوع
لربما كنا سنشك في خوفنا من المستقبل ونتفاءلُ خيراً مع أنه لاخير يأتي من وراء التدخلات الخارجية.
. نعم الحوثيون لايعزفون سيمفونيات موتزارت ولايرقصون على إيقاع موسيقى النشوة لباخ
هم كغيرهم ممن حكموا اليمن لهم أخطاءهم لكن مهما عظمت هذه الأخطاء لايقبل العقل السوي أن تعالج بعدوان غاشم يهلك الحرث والنسل.
لقد أستنجد العراقيون بالخارج لتخليصهم من حكم(( الديكتاتور)) صدام حسين وأستنجد الليبيون بالناتو لتخليصهم من ((هستيريا))القذافي وأستنجد الأفغان بالولايات المتحدة لتخليصهم من شرور الإرهاب الطالباني فماذا تحقق لهُم غير
التدهور السياسي وفقدان الأمن وغياب الخدمات،
وماذا قدم لهم المغيثون سوى الإنقسامات الإجتماعية وصعود الولاءات والهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية،العنف والإرهاب والصراع اللانهائي؟ ومالذي تتجه إليه اليمن اليوم غير هذا ؟
أظنُ أنه آن الآوان لنراجع أنفسنا ونقف جميعاً لإنقاذ ماتبقى من الوطن ومن اللحُمة الإجتماعية وأن نكف جميعاً عن المهاترات والتشنجات التي لاتؤدي إلى غير الصراع إن لم يكن من أجلنا فمن أجل أبناءنا وأبناء أبناءنا .
إننا مهما تعصبنا ومهما بلغ بنا الحقد ومهما شطحت بنا الظروف لابدَ أن نعود َ يوماً ما إلى حضن الوطن فلماذا نزرع الأشواك في جسده ونحن لاشك إليه راجعون!؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com