وفي سابقة هي الأولى من نوعها يتم التحدث في الإعلام المصري الرسمي عن مجازر ارتكبتها السعودية خلال حربها ضد اليمن، كان منها ما تحدث به الخبير في الشؤون الاستراتيجية المصري الدكتور أحمد عز الدين الذي اتهم السعودية بارتكاب مجازر ضد اليمنيين خلال عمليات عاصفة الحزم أثناء استضافته في أحد برامج قناة النيل الثقافية وهي إحدى باقة قنوات النيل الرسمية.
وفيما يبدو فإن قطر بدت غاضبة من تعاطي الإعلام المصري الرسمي للأحداث في اليمن ودور دول الخليج فيها، حيث اعتبر تقرير لقناة الجزيرة القطرية إن الإعلام المصري لا يعبر عن مواقف الحكومة المصرية المعلنة، ثم يتطرق التقرير إلى أن هذا التعاطي يكشف عن موقف موجه تجاه القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض، مضيفاً إن ما جاء في حديث مذيع حلقة برنامج “أنا الشعب” مخاطباً الضيف “الأرقام التي ذكرتها مقارنة مع الأرقام التي وقعنها بها عقود السلاح في الفترة الماضية والتي ضربنا بها اليمن، لو كنا استغللناها في التنمية لكان أفضل” اعتبرت الجزيرة إن ذلك يعني أن الإعلام المصري الرسمي يعكس موقفاً آخر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، متسائلة في الوقت ذاته: كيف يحدث ذلك وهو – أي السيسي – الذي يدعم ويشدد على المواقف السياسية للسعودية حسبما يصرّح سيّما في لقاءات الدعم المادي بين الجانبين.
وقالت الجزيرة في تقريرها إن التناقض بين الإعلام الرسمي والتصريحات الحكومية المعلنة لمصر لم يقتصر فقط على الإعلام الرسمي “بل إن هناك مواقف مصرية تترجمها الوقائع على الأرض أبرزها في اليمن، حيث تؤيد مصر وتدعم إعلامياً التحالف العربي بينما لم تجسد ذلك في الميدان”، في إشارة إلى رفض مصر إرسال جنودها إلى اليمن للمشاركة في العمليات القتالية.
ويضيف التقرير “إن وسائل الإعلام المصرية الرسمية ترى أن ما يحدث من معركة ضد الحوثيين الموالية لإيران هي مجرد تدمير للجيش اليمني” لافتاً إيضاً “أن الأزمات العربية تحولت إلى كشف يضيء ما خفي من حقيقة موقف رسمي مصري من القضايا الساخنة المرتبطة بالأمن القومي العربي بعيداً عن التصريحات الرسمية التي تقتضيها المصالح”.
وبشكل واضح تحدثت القناة في تقريرها إن مصر لم تدعم التحالف في اليمن كما فعلت في ليبيا “مع أنها استلمت وتلقت دعماً مادياً في السنوات الماضية لدرجة أن الرئيس السيسي وصف هذا الدعم بنفسه بأنه مثل الأرز”، وهي إشارة قطرية واضحة للعيان أن على مصر أن تلتزم بمواقفها تجاه التحالف وتشارك مقابل المال الذي أخذته.
مراقبون اعتبروا أن الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية قد يفسره الشعب المصري والنخب السياسية المصرية على أنه خطاب إذلال وابتزاز، ما يعني أن العلاقات بين البلدين قد تتعقد أكثر كما تعقدت قبل ذلك بينها وبين السعودية بسبب تصريحات اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف حينها والذي تسبب بأزمة دبلوماسية بين البلدين وهيّجت تصريحاته الشارع المصري الذي شن هجوماً على القيادة المصرية لتعود بعدها السعودية إلى إزاحة عسيري من منصبه إرضاءً لمصر.
_______________________
قناة موقع #هنا_تعز بالتلجرام
http://ⓣelegram.me/hunataiz
