الأخبارشاهدقلم لايساوم

التعددية بين الوسيلة والغاية — اليمن إنموذجاً !

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي .
في وطني ليس غريباً أن نجد مثلاً الحوثيين لا يهتمون إلا بالحوثيين والمؤتمريين لا يهتمون إلا بالمؤتمريين والإصلاحيين لا يهتمون أيضاً إلا بالإصلاحيين وكذلك يفعل الإشتراكيون والبعثيون والناصريون وهلم جرا، ولو كنا جميعاً يمنيين لما اهتمينا إلا باليمنيين !
فهل كنا في حاجةٍ (بصراحة) لان نكون غير يمنيين ؟!
نعم التعددية أمرٌ مفروغٌ منه دستورياً، فهي حقٌ مشروع ومكفولٌ للجميع كما أن الإختلاف وارد وهو طبيعة بشرية وفطرة إنسانية وقد كان الناس يقولون في الماضي أنه لولا إختلاف الطبائع لما نفقت البضائع، لكن هل انتهج الجميع النهج والسلوك الذي يتوافق تماماً ومفهوم التعددية السليم وأهدافها النبيلة والتي لا تتعارض مع عملية الوصول إلى الغاية الأمثل والهدف الأسمى المتمثل في خدمة المواطن والوطن، أم أننا قد اتخذنا من التعددية سواءً الحزبية منها أو المذهبية وسيلةً وفرصةً متاحةً للنيل من الآخر وتحقيق مصالحٍ فئويةٍ ضيقة على حساب المصلحة العليا للوطن ؟!
في البلدان المتقدمة مثلاً في أوروبا وأمريكا ما أن يتبوّأ المرء منصباً رسمياً إلا ويدرك جيداً أنه في موقعه هذا لا يمثل حزبه أو طائفته وإنما يمثل الأمة كاملة وعلى هذا الأساس يبني مداميك عمله، فمن أين يستمد هذا الإدراك والشعور الوطني المسئول ؟! هل من الفهم السليم والتعاطي الإيجابي للتعددية السياسية أو الفكرية أم من رقي الإنسان هنالك وإرتفاع منسوب الوعي لديه يا ترى ؟!
نحن في بلادنا للاسف الشديد وفي أغلب الأحوال نفتقر إلى الحالتين فلا نحن تعاطينا مع نظام التعددية بإيجابية تامة ونوايا صادقة وبما يعزز من تطوير وتنمية هذه التجربة ولا لدينا من الوعي والرقي الإنساني ما يؤهلنا إلى رهن مصير البلاد ومستقبل الشعب بمصير تجربةٍ لم يتوفر لدينا الإستعداد التام والرغبة الحقيقية لإنجاحها بعد !
في الحقيقة لست هنا أدعو إلى رفض التعددية أو الإتجاه إلى الإنقلاب عليها بقدر ما أنا أحاول تشخيص حالة قائمة وواقعٍ نعيشه، فقد نجد علاجاً مناسباً لما نحن فيه اليوم، فالمسكنات للأسف الشديد لم تعد تجدي نفعاً !

#معركة_القواصم

قناة موقع #هنا_تعز بالتلجرام
http://ⓣelegram.me/hunataiz

رند الاديمي

ما أمر مواعظ السعداء علي قلوب التعساء ..وما أقسي القوي حين يقف خطيبا بين الضعفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com