الأخبارشاهدقلم لايساوم

أسرة العميل المقتول ..وموعد مع نشرة التاسعة …

#رند_الأديمي

موعد نشرة أخبار التاسعة في بيت صغير ذو ضوء خافت وعيون مترقبة

مر شريط عاجل وبالأحمر العريض ” مصرع عدد كبير من المرتزقة في نهم”
بدت تلك الأسرة في حالة من الجمود والدهشة وهي تقرأ إسم ولدها مع صفوف المرتزقة القتلى وعندما وزع الإعلام الحربي الصور كانت هنالك صورته ملقي على الأرض يرتدي لباسا ليس لباس الجندي اليمني
ويحمل في معصمه سلاحا مستوردا لقتل أبناء اليمن !

أغلق الوالد شاشة التلفاز وقال وقد أطلقت شرارة من عينيه وبدت عينيه كجمرة موقدة
إبكوا سرا …لاتخبروا أحد…. فلنبكي قليلا … وللننفض هذا الدمع النجس
و لن نقيم الجنازة ….ولن نعد مراسم العزاء

بدى الوالد في حالة من التماسك والثبات والجمود وهو يأخذ صوره ولده العميل المعلقة بالحائط والمعلقة على جدران الزمن وألقى بها بقوة الى أسفل الأرض وندم كثيرا لإنه فشل في بذرته

وفي اليوم التالي همست أخته قائلة لصديقتها البارحة مات أخي في صفوف العدو وإياكي أن تخبري أحد وبكيا معا بهمس شديد أيضا

وماتوا غرباء من باعوا أوجههم بأبخس ثمن وأشتروا وجوها أخرى
__________________

وفي المنزل المحاذي لذلك المنزل أنطلقت زغاريد ودموع أيضا ظن الجيران أنه عرس مقام ولكن كانت زغاريد فخر لتستقبل موكب شهيد قادم من أرض نجران حمل الشمس على راحتيه وأهدانا وطن
ورفع الأب هامته كثيرا قائلا أنا من أنجبت هذا الشهيد
وعلقت صورته في الحارات صورة الشهيد كان لايشبه أحد سوى رمل هذه الأرض المباركة

كلهم رحلوا وفي نفس اليوم ولكن هنالك من رحل في جنازات مشمسة وضوءه وهنالك من رحل في دهاليز الظلام يبحث عن حناجر تصرخ لأجله أو حتى عيون مستعارة

….
أتسائل إن عاد هل كان سيحمل هما غير هم اليمن ؟

من صفحة  رند الأديمي

رند الاديمي

ما أمر مواعظ السعداء علي قلوب التعساء ..وما أقسي القوي حين يقف خطيبا بين الضعفاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com