الأخبارشاهدقلم لايساوم

محمد عايش يكتب عن خالد الرويشان”

فيما يخص الأخ خالد الرويشان (الذي أتضامن وأتعاطف معه في مصابه الجلل، وأعزيه في حوالي ٢٠ شهيدا من آلِ الرويشان سقطوا في الجريمة، كما أهنيه على سلامته وسلامة ابنه)؛ هو واجهة كبرى من واجهات التحالف السعودي، أو تحالف “الشرعية”، بل وألمع وجه من وجوه التحالف، و إذا استثنينا توكل كرمان، فلا المخلافي ولا قباطي ولا أحد من بقية الأسماء لديهم ما لديه من مقروئية ومن جمهور لا بأس به.

لذلك من الطبيعي جداً أن يكون في فمه ماء، وأن يتلعثم، وأن يكتب فقط مطالباً بلجنة تحقيق دولية، دون أن يشير للسعودية ولو من بعيد، رغم أنه كتب منشوره بعد أن اعترفت السعودية نفسها، علناً ودولياً، بأنها من ارتكبت الجريمة.

من الطبيعي أن يكون على هذا الحال ولو على الأقل تجنباً لشماتة “الانقلابيين” وجماهيرهم، مع أن الشماتة في فظاعة كهذه أمر غير وارد لدى من يملك حداً أدنى من السوية البشرية.

ليس لدى الرجل أي شك في أن الفاعل السعودية، وبسبق إصرارٍ وترصد، ومع معرفة كاملة لديها أن الفعالية فعالية عزاء، وأن العزاء لآل الرويشان، بل وربما مع معرفتها بأن خالد الرويشان نفسه سيكون بالتأكيد موجودا.

ليس لديه شك في ذلك، ولو كان لديه شك ولو بنسبة واحد بالمليون أن الفاعل قد يكون الحوثي وصالح؛ لما خرج من مواجهة الموت في موقع الجريمة، كي ينام، حسب تعبيره، بل لكان قد أخرج، حتى الآن، أحشاء الجد السابع للحوثي وصالح بسيل من الكتابات والمواقف لا نهاية له.

لقد نكل بالحوثيين وصالح من أجل جرائم أصغر، فهل يُعقل أن “ينام” عنهم وقد وصل جرمهم إلى عقر داره، وبجريمة استفزت غضب العالم كله وعلى رأسه البيت الأبيض؟

أبداً، ولذلك لا تقرؤوا موقفه على أنه تبرئة للسعودية، حتى وإن ساهم في الانحراف بالمزاج العام الغاضب جراء الجريمة، فقد يكون موقفه، من بين أسباب عديدة، مغالطةً للنفس، لا أكثر.. على الأقل إن حكّمنا منطق حُسن النوايا.

فهو، مثله مثل بقية الحلفاء المحليين للحرب السعودية، لا يريد الاعتراف بالمسؤول عن الجريمة كي لا يضطر للتخلي عن خالد الرويشان الذي كانهُ طوال عام ونصف العام من الحرب والعدوان، أو على الأقل كي لا يثقل ضميره بعبء مذبحة لم يكن يحسب أبدا أن تحالف “الشرعية” الذي أيده وناصره؛ سيقدم على مثلها.

على أني أؤيد تأييدا كاملا دعوته لتحقيق دولي، وعلى كل اليمنيين أن يضغطوا في سبيل ذلك، حيث الاعتراف السعودي، والأسف والاعتذار والوعد بالمحاسبة، أمر يخص السعودية وحدها، ويخص أغراضها هي في محاولات إستباق التحركات الدولية الناتجة عن الجريمة، وتخفيف مفاعيل هذه التحركات.

أما ما يخصنا نحن، فهو لجنة تحقيق دولية، تبني على الاعتراف السعودي، وتصل إلى تحديد أسماء وصفات الآمرين والمخططين والمنفذين، تمهيدا لمحاسبتهم كمجرمي حرب.
وفي أي تحقيق دولي فإن الرأس الأكبر للجريمة لن يكون الا سلمان ونجله، وزير دفاعه.
………………

البيان الذي صدر عن الشيخ محمد الرويشان، باسم آلِ الرويشان، هو أيضاً أُعطي أكبر من حجمه.
إذ ماذا يعني بيان لا يشير إلى السعودية في حين العالم كله، قد قال، وبكل اللغات، إنها السعودية.
ثانيا لا تحملوا هذه العائلة أكثر مما تحتمل، فواقعها وظروفها وتعدد رؤوسها وتفرقهم على الأطراف السياسية ومصالحهم وتجارتهم المنتشرة في الخليج، إضافة إلى حجم مصابهم غير الهين، كل ذلك عبء ينعكس على مواقفهم، ثم إنهم لا يمثلون، ولا يدعون أنهم يمثلون، القضية حصريا، فهي قضية كل اليمنيين،ً إنهم جزء من الضحايا في كل الأحوال.
وفقط تنبغي الإشارة إلى أن الشيخ الرويشان أصدر البيان من “دبي” حيث يقيم.
وإذا عُرف مكان الإقامة بطلت للتعجب كل علامة.
كما أوشك عربيٌ قديم أن يقول

محمد عايش

رند الاديمي

ما أمر مواعظ السعداء علي قلوب التعساء ..وما أقسي القوي حين يقف خطيبا بين الضعفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com